دُكـــان راكـــان ... هو دُكان لعرض رأيي الشخصي .. في شتى المواضيع .. حقوقية.. اجتماعية .. رياضية .. و تذكروا أكتب دائما بقلم رصاص .. اي أن رأيي يحتمل الخطأ ، و شكراً ،،،

الجمعة، ٢٥ مارس ٢٠١١

اليابان .. و فن التعامل مع الأزمات ،،




زلزال بقوة ٨،٩ بمقياس ريختر .. يضرب احدى الدول ؟ ..  


خبر يجعل القارئ له يُشفق و يقول كيف لدولة مثل هذه ان تنهض من جديد .. و لكن حين تعرف أن الدولة هي اليابان ،، ستكون متأكدا ان هذه الدولة ستقوم من جديد و في وقت قياسي ..



مدينة هيروشيما بعد القنبلة النووية عام ١٩٤٥
لقد رسخت اليابان في عقولنا انها رائدة فن التعامل مع الأزمات منذ العام ١٩٤٥ بعد فاجعة القنبلتين النوويتين على هيروشيما و نجازاكي ، ووفاة أكثر من ٢٠٠،٠٠٠ مواطن ياباني،  و خسائر مادية تقدر بمئات المليارات . و منذ اعلان اليابان استسلامها في الحرب العالمية الثانية بعد القصف ، تفرغت اليابان بعدها لثورتها الخاصة ، الثورة الثقافية والاقتصادية ، بدأ مشروع اليابان للابتعاث في سنة ١٩٥٦ بإرسال ٣٥٠٠ طالب للابتعاث في شتى المجالات و لكن باءت التجربة بالفشل لرجوع الدفعة الأولى غير محملة الا بحب أغاني الجاز و تعلقهم بفرقة البيتلز بالإضافة الى ضياع هويتهم اليابانية . 
هل ستقف الحكومة اليابانية مكتوقة الأيدي بعد هذه الأزمة الجديدة ؟
 
مدينة هيروشيما عام ٢٠٠٧
لا بل في عام١٩٦٢ و بعد مناقشة و ووضع حلول لمشاكل الابتعاث لديهم ، تم ابتعاث ٨٠٠٠ طالب هدفهم الأساسي التسلح بأهم مناهج و خبرات العالم الآخر مع عدم ضياع هويتهم اليابانية . هم يشكلون الأن أساس ثورة اليابان الاقتصادية التي جعلت اليابان في يومنا الحالي تشكل ثالث أقوى اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة و الصين ( والتي بالمناسبة لم يتفوقوا عليهم الا منذ بضع سنوات ) .





ما يعجبك في اليابانيين .. أنهم يتخذون من الأزمة دافعاً للعمل ، فـفي عام ١٩٩٥ ضرب زلزال كوبي اليابان و سبب عددا لا بأس به من الخسائر المادية و البشرية ، كان اختباراً قاسيا لثقة اليابانيين في أنفسهم ، بعدما كانوا يرون أنهم أوجدوا جميع الحلول اللازمة لتفادي الخسائر الناتجة بعد الزلازل و لكن سرعان ما قاموا و نفضوا غبار أنقاضها عنهم ، ففي عام ١٩٩٧ قامت الحكومة اليابانية بأكبر حملة لمحاربة و محاكمة الفساد في شركات البناء ، و قاموا بعدد من الدراسات و أعمال لتطوير البناء و شرعوا بالعمل بها فوراً  ومن نتائجها أن الخسائر الناتجة عن الزلزال الذي ضرب الساحل الشمالي لليابان قبل أسبوعين كانت أقل بكثير من خسائر زلزال هاييتي السنة الماضية رغم ان زلزال اليابان كان أقوى بمعدل ٣ درجات تقريبا و هو معدل كبير جداً  في مقياس ريختر .


.. التعامل مع الأزمات في اليابان .. لا يختص بالحكومات و المؤسسات فقط .. بل الأفراد ايضاً ، مما قرأت أن أغلبية فاقدي البصر في اليابان يرفضون المساعدة في المشي أو الإستدلال على الطريق ، و السبب أنهم يدربون أنفسهم على حفظ الطريق من المرة الأولى ،  كما أن بقية الناس لاتساعدهم ثقة بأن جميع ما يحتاجوه من لوحات ارشادية مكتوبة بلغة بريل .. أو أجهزة صوتية في الطريق موفرة لهم . و هذا الكلام صحيح .. فتراهم مندمجين مع بقية شرائح المجتمع ، و لا تتلمس الفرق . 






كل التقدير و الاحترام .. لليابان حكومة و شعبا ، و كان الله في عونهم بعد الأزمة الأخيرة ..   

اما نحن متى ستكون المصيبة هي سببا لنكون أكثر قوة ؟!!  .. مللنا البكاء من الأزمات ، و سئمنا الوعود الهلامية .
  أخي المواطن ، أخي المسؤول ؟ .. لو قرأت هذه الكلمات أعلاه 
هل ستكون مجرد قصص عابرة بالنسبة لك ؟! .. أما دافعا يحرك همتك .. و غيرتك على الوطن ؟ ..



.. و تذكروا أكتب دائما بقلم رصاص ملحقة بممحاه في رأسه ...

ليست هناك تعليقات: