هل للقلوب غازيًا بعدك ؟

 (من دفتري ..  عقب وفاة الدكتور غازي القصيبي )

عزمت أن تكون من أولى مقالاتي في هذه المدونة عن شخصية أثَّرت في كثيرا و سيرتها أعطتني من الدروس و العِبر في حياتي ما لم تعطني إياه قراءة عشرات الكتب في تطوير الذات أو حسن الادارة .. إنه الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي ..

إنه .. الشاعر ، المفكر . الوزير ، السفير ، المُدِّرس ، و أخيراً و أولاً المواطن ، نعم إنه عِدة رجال في رجل .

مثالُُ  في الإتقان ، عمل وزيراً فأتقن ، سفيراً فأتقن ، شاعراً فأتقن .. و الأهم من ذلك و بشهادة عائلته كان الأب و الزوج المثالي ايضاً . 

كان الإستثناء في كل شيء .. وزير الكهرباء لَبِّسَ  لِبس الفنيين و نزل معهم ميدانيا ؟!! .. مدير السكك الحديدية يركب المقصورة العادية بمفرده ويسأل الناس عن الخدمة ؟!! .. وزير العمل

يسجل و يقدم الطلبات في إحدى المطاعم ؟!! ... كلها عناوين غريبة ؟!! .. الم أقل لكم انه الإستثناء.

- تقرأ شعره و نثره فتراها تغزو قلبك و فكرك حرفاً حرفاً .. تقرأ رواياته فتراها تُقَلِبُ نفسها صفحةً صفحه تلقائياً .. كان عبقرياً في الكلمات ،، عالماً بالمفردات ،، أستاذاََ في السهولة و البساطة .. قرأت له العصفورية فحسبتني أنا مجنون القصة ،، و قرأت له أبو شلاخ البرمائي فكدت أن أُصدقَ شلخه و كذبه ، و قس على ذلك بقية مؤلفاته ..

الشعر و الأدب كان هو القلم الذي يكتب به حياته  .. حتى و هو على فراش الموت أبى أن لا يترك لنا بيتين تلخص لنا ما كان يمر به

أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الألام مهما طغت

بحسبي الله ونعم الوكيل 

و رغم التصفيق  و شهادة القاصي و الداني بنبوغه و فنه و عبقريته كان تعريفاً للتواضع حتى انه أكمل بيتا للمتنبي بصياغته الخاصة يقول فيه : 

أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي

فحمد الله على عماه

كم من سنة سنصبر ؟ حتى نشهد شريفاً مثلك ،، كم من بيت سنقرأ ؟ لنلاقي شبيها لشعرك .. صدقت أمك عندما أسمتك غازياً  .. فلقد غزوت و استعمرت قلوب الجميع ،،  رحمك الله يا أبا يارا .. و غمد روحك الجنة

مكتوبة بقلم رصاص ملحقة بممحاة في رأسه