دُكـــان راكـــان ... هو دُكان لعرض رأيي الشخصي .. في شتى المواضيع .. حقوقية.. اجتماعية .. رياضية .. و تذكروا أكتب دائما بقلم رصاص .. اي أن رأيي يحتمل الخطأ ، و شكراً ،،،

الجمعة، ٢١ أكتوبر ٢٠١١

أنيس القلوب و منصور القلم

لا أدعي أني ضليع بالثقافة أو الأدب العربي .. و لكن قليلُ فعلاً من يأثرون بي ( 4 بالتحديد ) .. ثلاثة منهم لم يبقى لنا منهم سوى ارثهم  المكتوب ( نزار و غازي و جبران ) .. و لحقهم رابعهم اليوم .. اليوم انتقل الى جوار ربه  صباح اليوم الجمعة ..  الكاتب و الأديب و الفيلسوف أنيس محمد منصور عن عمر يناهز 87 سنة ....




كان كتاب  " حول العالم في 200 يوم " هو أول كتاب أقرأه بعد مرحلة مجلات ماجد و قصص الأطفال ..  لم يكن مجرد كتاب .. كان تذكرة سفري للعديد من البلدان و الدول .. طريقة وصفه للقصص تشعرك بأنك مرافقه الذي لا تغيب عن عينيه ..  عندما أنهيت الكتاب 
.. أيقنت أن كتب الرحلات هي الكتب التي تستهويني .. مررت بعدة كتب لمؤلفين آخرين بعضها الجيد  و بعضها الثقيل على النفس .. الى أن وجدت نفسي لا شعوريا أرجع الى كتب " الأنيس"  .. و كتاب "غريب في بلاد غريبة" .. و كسبت معه جولة مجانية لبلدان جديدة و ثقافات غريبة ... و من بعدها أعلنت نفسي أسيرا لكتاباته و مقالاته

لمن لا يعرف تاريخ أنيس منصور .. سيستغرب أن هذا الأديب المثقف الفيلسوف صديق الرؤساء  والزعماء و  المتحدث بأكثر من سبع لغات  ( العربية , الانجليزية , الفرنسية , اللاتينية  , الألمانية , الايطالية و الروسية , )  لم ينشأ وسط جو ارستقراطي أو غني .. بل على النقيض نشأ نشأة الفلاحين الريفين في احدى القرى قرب مدينة المنصورة , لكنه كان عبقريا بالفطرة , حفظ القرآن في العاشرة و كان نابغا في المدرسة لدرجة أن مدرسين التربية البدنية يقولون له : ( بلاش كلام فارغ، انتبه لدروسك ومذاكرتك، الأولاد دول بايظين )
لاحساسهم بأنه سيكون ذو شأن عظيم .

عباس محمود العقاد 1889- 1964

الغريب في الأمر أن أنيس أمضى سنين المدرسة و الجامعة انطوائيا بحب العزلة , و لم يكن ذلك الانسان الكلمنجي الاجتماعي معسول الكلام الذي نعرفه اليوم , كان السبب الرئيسي في تحول شخصيته هو" صالون العقاد " و معاشرته لأفذاذ و كبار كتاب زمنه مثل العقاد و طه حسين و توفيق الحكيم .

أعتقد بأن جميع العالم العربي مدينون لجريدة أخبار اليوم المصرية , أول من أدخلته عالم الكتابة الصحفية و كانت السبب في فرط عقد من المقالات و الكتابات الخالدة في ذاكرتنا اليوم



لا أدري يا أنيس ؟! ماذا سأفعل غدا و أنا أبحث عن ابتسامتك الساخرة في الصفحة الأخيرة من جريدة الشرق الأوسط .. و لا أجدها !!


رحلوا و لم يرحلوا .. فكتبهم تخلد وجودهم .. و دعائنا سيسهل عبورهم .. ان شاء الله .. اللهم ارحمهم وارحم جميع موتى المسلمين



و تذكروا أكتب دائما بقلم رصاص ملحقة بممحاة في رأسه ,,, 


هناك تعليق واحد:

White dove يقول...

استاذي الصغير ركان كلماتك حسستني بعضمة انيس شكرا لك وليديك الجميلتين